آخر الأخبار

ابو بكر سالم


















أبو بكر سالم بلفقيه رائد من روُاد الطرب الأصيل والمغنى الرائد على مر العقود للطرب والموسيقى في الوطن العربي بأسره ومن اعظم الاصوات في العالم حيث أنه تشرب الفن والأدب من أنقى ينابيعه الأصيلة وغدا علمُ من أعلام الفن الحضرمي خاصة والعربي عامة وأسس لنفسه مدرسة خاصة سميت باسمه وتتلمذ على يده جيلُ بأكمله.

ظهرت مواهب أبوبكر سالم الفنية منذ صباه. اشتهر في صباه كمنشد للأناشيد والموشحات الدينية بالإضافة إلى أنه كان مُولعاً بالأدب والشعر إلى جانب حبه الكبير للغناء الذي ما رسه بشكل رسمي بعد الانشاد، كما عُرف عنه آنذاك شغفه وتأثره بأخواله (آل الكاف) الذين تميّزوا بالعلم والثقافة والغناء، وخاصة (حداد بن حسن الكاف)• غادر أبوبكر تريم مسقظ رأسه في مقتبل شبابه وانتقل واستقر في مدينة عدن في منتصف الخمسينات وكانت عدن آنذاك تشهد نهضة فنية كبيرة التحق بالوسط الفني، كعازف إيقاع لعدد من الفنانين، وهناك تعرف بالكثير من شعرائها وفنانيها وإعلاميين من امثال الشاعر لطفي جعفر امان والفنان أحمد بن أحمد قاسم ومحمد سعد عبد الله ومحمد مرشد ناجي والشاعر والإعلامي فضل النقيب وغيرهم. وقدم أبوبكر نفسه على الصعيد الفني من خلال الحفلات الموسمية التي كانت تُقام في عدن، وحقق نجاحا باهرا ليفتح له الحظ أبوابه وتعرض حفلاته مسجلة ومباشرة في تلفزيون عدن، ثم الإذاعة التي بشرت بقدوم موهبة غير عادية.. وكانت من أوائل اغانيه "ياورد ماحلى جمالك" من كلماته وألحانه وسجلها في اذاعه عدن عام 1956 م والتي غناها بعد ذلك الفنان السعودي الكبير طلال مداح. ثم بدأ بتأليف بعض الأغاني كلمات ولحنًا، ومنها أغنية (لما ألاقي الحبيب) التي غناها لإذاعة عدن عام 1376 هـ/ 1956 م، بمصاحبة عازف العود الفنان (أنور أحمد قاسم)، فلاقت شهرة واسعة، ثم قدمه الفنان (محمد مرشد ناجي) في حفلة عرس في مدينة عدن، فغنى فيها، وزادت شهرته، مما دفعه إلى تأليف عدد من الأغاني، مثل: (ياورد محلا جمالك) التي غناها الفنان السعودي (طلال المداح) فيما بعد، و(خاف ربك)، و(ياحبيبي ياخفيف الروح)، و(سهران ليلي طويل)، كما لحّن وغنى عددًا من القصائد الفصحى مثل (اسكني ياجراح) للشاعر التونسي (أبي القاسم الشابي)، و(ليلة شعّت لنا بالنور)، و(أقبلت تمشي رويدًا)، ولم يلبث أن تعلم العزف بعد ذلك على آلة العود، وقد التقى في هذه المرحلة بكل من الشاعرين: (لطفي جعفر أمان)، و(حسين أبي بكر المحضار)، فغنى للأول (وصفوا لي الحب)، و(كانت لنا أيام)، و(أعيش لك)، وغنى للثاني (ليلة في الطويل)، و(خذ من الهاشمي)، و(تمنيت للحب)، كما غنى في هذه الفترة عددًا من أغاني الدكتور (محمد عبده غانم) منها: (قولوا له)، و(قال لي باتوب)، و(من علمك ياكحيل العين).

وفي العام 1958 م غادر إلى بيروت وكانت اقامته شبه مستقره هناك في حي الروشه وسجلت معظم اعماله الفنية في تلك الحقبة هناك واستطاع من بيروت ان يوسع انتشاره إلى جميع أنحاء الوطن العربي إلا أنه غادر بيروت في العام 1975 م بسبب الحرب الاهلية هناك وعاد إلى وطنه واستقر في عدن مدة قصيرة وغادرها ليستقر بعدها في مدينة جدة، وبعد النجاح الذي حققه أبو بكر سالم بلفقيه في تلك الفترة بعد عام 1958 يكان ينبغي عليه ان شق طريقه وحيداً دون مساعدةٍ من أحد من اجل مزيدا من النجاح ومزيدا من الشهرة والاكتساح.

خرج أبوبكر سالم في اعماله الفنية عن الإطار المحلي إلى الإطار العربي حينما سافر إلى مدينة بيروت وقام بتسجيل عدد من أغانيه الجديدة، وأعاد تسجيل عدد من أغانيه الذي سبق تسجيلها لإذاعة عدن وتوزيعها موسيقيًّا، وشارك في عدد من الحفلات في دول الخريج العربي، وأشهر أغانية التي ظهرت في هذه الفترة (24 ساعة) التي نال عليها الكاسيت الذهبي من إحدى شركات التوزيع الألمانية لتوزيعها أكثر من مليون نسخة من هذه الأغنية، و(الحلاوة كلها من فين) وعدد من أغاني الشاعر (أمان)، و(المحضار)، وظل يتنقل بين بيروت ومدينة عدن مدة، ثم هاجر عام 1387 هـ/ 1967 م إلى مدينة بيروت فاستقر فيها، وغنى له في هذه الفترة عدد من المطربين اللبنانيين، ومن أشهر أغانيه في هذه الفترة: (كل شي إلا فراقك ياعدن)، و(ياطائرة طيري على بندر عدن)، ثم انتقل إلى الكويت، فعاش فيها مدة، انتقل بعدها إلى مدينة الرياض، فاستقر فيها، وحصل على الجنسية السعودية، وغنى للسعودية عددًا من الأغاني مثل: (يامسافر على الطائف)، و(إلا معك في الرياض)، و(برج الرياض)، و(يابلادي واصلي)، كما غنى لكل من الملكين (خالد ابن عبد العزيز)، و(فهد بن عبد العزيز).

وبعد الظهور الملحوظ لنجم أبوبكر على مستوى الجزيرة العربية بدأ أبوبكر رحلاته المكوكية بين جدة وبيروت الذي سجل فيها مجموعة اسطوانات اربعة وعشرين ساعة ودرب الطائف والجبال السود وياعين لا تذرفي الدمعة واغنية فالي باتوب التي غنتها الفنانة هيام يونس وتلتها أعمال أخرى فيما بعد من أغنياته الجميلة. ة ة ىىة ة ة ىة ىة ة ىة ىة ى قدم أبوبكر في فترة العديد من الالوان مثل اللون الحضرمي والدان الحضرمي من شاعر حضرموت الكبير حسين أبوبكر المحضار وشعراء وملحنين آخرين ,كما قدم بعض الأغاني ذات الطابع العدني والصنعاني من كلمات لطفي امان ومحمد عبده غانم وآخرين. إلا أن اللون الحضرمي يعتبر اللون الخاص والمفضل بـ أبوبكر سالم يعشقه بعشقه لمسقط رأسه حضرموت. في اواخر عام 1967 م غادر أبوبكر سالم عدن وانتقل إلى جدة بسبب الحرب التي قادتها حركة من الثوار ضد الملكية والسلاطين الإنجليزي في جنوب اليمن. استقر أبوبكر سالم في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وشهدت تلك الفترة تألقا واضحا في الساحة الخليجية حيث ساهم أبوبكر فيما عرف بعد ذلك بـ الأغنية الخليجية حيث ادخل تفاصيل اللون الحضرمي والدان الحضرمي إلى الخليج واستفاد أيضا من التقارب بين اللهجة الخليجية والحضرمية لينتج بعد ذلك جوهرة الأغنية الخليجية التي تعتمد كثيرا على اللون الحضرمي وهناك أيضا من العمالقة من لمع وتألق مع أبوبكر سالم وساهم في أظهار الأغنية الخليجية مثل شادي الخليج وغريد الشاطئ وطارق عبد الحكيم وطلال مداح وآخرين.

على مدى خمسين عاما شكل أبوبكر سالم ثنائياً مميزاً مع الشاعر الراحل حسين المحضار والذي كان أعذب ما يكتبه يغنيه الفنان أبوبكر سالم الذي تألق هو الآخر وأبدع في غنائها. غنى لـ أبوبكر سالم الكثير من الفنانين العرب وعلى مدى العقود مثل نجاح سلام ونازك ووردة الجزائرية وطلال مداح وعبد الله الرويشد الذي يعتبره أبا فاضلا له. كما غنى أبوبكر سالم خلال مشواره الفني العديد من الأغاني والاناشيد الوطنبة الرائجة في وسائل الاعلام المسموعة والمرئية.

الفنان أبوبكر سالم أيضا لديه ديوان شاعر قبل الطرب وهو ديوان يحتوي على القصائد التي كتبها طوال مشواره الفني والأدبي.

تميز الفنان أبوبكر سالم بالأداء الجميل والراقي في الأداء الغنائي مما جعله متربع على عرش الغناء أكثر من اربعة عقود من الزمن فان هذه المدة الطويلة كافيه بتقيمه فنيا كأفضل شخصيه غنائية في الجزيرة العربية .

كما تميز أيضا بذوق فني رفيع فالنان أبوبكر سالم لديه ذوق فني فهو يختار ما يغنيه ويؤلف ما يناسبه ويلحن لنفسه ولغيره ويعطي بعضا من الفنانين شيئا من اغانيه متى احس ان احدا من هولاء سيتقن ادائها.

كما تميزت تجربته بالبعد الصوفي، فظهر ذلك جليًّا في عدد من أناشيده الدينية مثل: (ياساكنين طيبة) و(إلى طيبة)، و(بانقرع الباب)، و(إلهي في الفلاة دعاك عبد)، و(يارب ياعالم الحال)، وفي هذا الصدد أنشد لجدِّه (عبد الرحمن بن عبد الله بلفقيه) قصيدة (الرشفات) التي مطلعها: إخواننا في المسجد الحـــرامِ منّا إليكم أكمل الســلام وحمد رب جل بالإنعـــــام ومنّ بالتفضيل والإفضالِ



ــــــــــــــــــــــــــــــ

تحقيق:يحي يوسف

أحدث أقدم