"عبد الحليم على إسماعيل شبانة" الذي توفي في عام 1977 بعد صراع طويل مع مرض تليف الكبد بسبب مرض البلهارسيا، ومازال يعيش في وجدان الشعب المصري، بل والوطن العربي، حتى الشباب الذين لم يعاصروه تغنوا بأعماله التي وجدوا أنها تعبر عنهم رغم انطلاقها منذ عشرات السنين.
ولد "عبد الحليم حافظ" يوم 21 يونيو عام 1929 بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية، ويعد الابن الأصغر بين أربعة أخوات، وتوفيت والدته بعد ولادته بأيام، ثم توفى والده بعد أن تم "حليم"عامه الأول ليعيش يتيم، وعاش فى بيت خاله الحاج "متولى عماشه"، كما أصيب بمرض البلهارسيا نتيجة لعبه مع الأطفال بالترعة، وهذا هو المرض الذى ظل يعانى منه طوال عمره، ووصف حياته يوماً "أنا أبن القدر".
ولقد بدأت موهبة "عبد الحليم حافظ" الفنية بالظهور بحبه للموسيقى في المدرسة وتميّزه في الإنشاد الديني.
بينما اكتشفه الإذاعي "حافظ عبد الوهاب" الذي منحه اسمه ليكون اسمه "عبد الحليم حافظ" بدلاً من "عبد الحليم شبانة".
وقدم "حليم" عشرات الألحان الناجحة، بينما شارك في المجهود الحربي بإحياء مجموعة من الحفلات بعد نكسة 1967 وقدم مجموعةً من الأغاني الوطنية التي لعبت دوراً كبيراً لرفع معنويات الجنود منها: "عدى النهار، أحلف بسماها، البندقية اتكلمت، عاش اللى قال، صباح الخير ياسيناء، النجمة اللى مالت على القمر".
فيما يبلغ رصيده الفنى نحو 16 فيلمًا سينمائيًا منها: يوم من عمرى، البنات والصيف، شارع الحب، حكاية حب، أيامنا الحلوة، موعد غرام، دليلة، الخطايا، معبودة الجماهير،آخرها فيلم "أبي فوق الشجرة" الذي مُنع من العرض في التليفزيون لفترة طويلة بسبب جرأته.
توفي العندليب يوم الأربعاء في 30 مارس 1977 في لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عاما، والسبب الأساسي في وفاته هو الدم الملوث الذي نقل إليه حاملا معه التهاب كبدي فيروسي "فيروس سى" الذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر، ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها.حزن الجمهور حزنا شديدا حتى أن بعض الفتيات من مصر انتحرن بعد معرفتهن بهذا الخبر. وقد تم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل "جمال عبد الناصر"، والفنانة الراحلة "أم كلثوم" سواء في عدد البشر المشاركين في الجنازة الذي بلغ أكثر من 2.5 مليون شخص، أو في انفعالات الناس الصادقة وقت التشييع.
القسم
الطرب الاصيل